دوبامين السوشال ميديا

 ‏

‏إننا اليوم وهنا و الآن، أصبحنا نعيش وسط عالمًا ضخم جداً ولكنه هش ومن شدة هشاشته الجميع يرانا،الجميع يسمعنا،

 إننا اليوم مرئيين أكثر مِما ينبغي! الجميع يتحدث عن الجميع إننا هنا والآن حيثُ العالم اللامنتهي

 من الصوت الصامت لحد الضجيج، وسطه تكثر من بينه الاصوات وتتعالى وكلًا يريد 

أن يسحق الآخر ومن خلال فتات الآخرين يبني نفسه ويتعالى، 

تناسينا بإننا نقطن على الأرض وعلى هذا الكوكب نعيش و احياء نُرزق، بل أصبحنا نعيش وسط دائرة

 حتماً أنه أقترب وقت إنتهاء دورانها لأن الأمر أصبح يتعدى علينا وعلى ما نملك إننا اليوم نعيش

 نصف حياة و النصف الآخر نعيشه على أرض أم سماء لست أقدر على تحديد ذلك.

‏ حقيقتاً إلى أين وصل بنا الحال إننا اليوم رهن لذلك الدوبامين الذي فرطه والكثره منه يصيبنا بعدم

 السواء ويقودنا أيضًا حيثُ اللاسواء أما قلته ف يصنع منا أُناس يموتون من فرط رقتهم وهشاشتهم ولكن

 بالحقيقة كلا الأمرين يسيران بنا الى ذات الطريق حيثُ اللاطبيعي واللامألوف، مع الكثير من

 الأسف أصبنا اليوم بما يُسمى حُمى أم دوبامين السوشيال ميديا، نجد بعضاً منا بتغذى على

 فُتات الآخرين حين يسحقهم ولا يهنئ له بال حتى يراهم يتسابقون على أعتزال الحياة ومتعها، 

ومن هنا يبدأ يكمل دوامته ويفرغ عقده إلى كل من هو أمامه وبالحقيقة ليس أمامه أحد بل

 في عالمه الإفتراضي يظن أنه يستطيع أن يهدم أسرة وطموح، يمرض جسداً.

‏ حقيقة أنه يفعل ما يفعله الشيطان واعوانه، ثم تتسع دائرة آذاه ولا يعرف عمراً ولا شكلًا سوى

 أنه يتغذى على حطام الآخرين وإلا دونهم لن يشعر بوجودة، يجب علينا جميعًا أن نكون أقوى

 من كل متنمر ضعيف وهش، بالحقيقة لأنه لا يملك إلا عالم إفتراضي يتغذى منه وبه، لا أعلم إلى

 أي مدى ستؤثر على حياتنا الحقيقية تلك الحياة الإفتراضية لكن آمل ألا تسير بنا حيثُ قافلة المغيبين

 عن واقعهم وما يملكون من نعم حقيقية غفلو عنها،أتمنى ألا تسرقنا منا ومن أحبتنا، آمل أن نفيق

 قبل أن يرحل غالي ومحبًا في حوزتنا الآن نملكه، ثم لا نعلم بحلاة وجوده،

إلا حين نتذوق مرارة رحيله، (آمل أن نلتمس النعِم بقلوبنا قبل أيدينا)

@kh_psych